الخميس، 5 أغسطس 2010

شاعر الهويس ( هشام الجخ )



شاعر أضاء بكلماته الأحاسيس وفجّر منابع الآلام ,لسان ناطق بلغة عريقه لغه الجنوب المصريه وإحساس يبكي منذ ميلاده وملامسته للقلوب,
هوإنسان مصري لا يستحق منا التحية فحسب ولكنه في اعتقادي الشخصي يستحق التحليل والوقوف داخله أعمق بكثير . شخص حينما بدأ يتحدث عن ذاته قال (مبعرفش أتكلم عن نفسي كويس ) 
وأضاف (هقعد أقول سافرت وعملت حاسس إنها شكل من أشكال <السهوكه> الغير مبرره ) انه الشاعر الرائع :

هشام كامل عباس محمود الجخ

من مواليد أول أكتوبر برج الميزان ,من محبي أكثر فناني الإحساس والعمق (منير ,مارسيل خليفه ,أم كلثوم وفيروز والمزيد ) . لا ينطق لسانه الشعر إلا حينما يريد وكما قال ( بعشق عيون الناس وهي بتلمع وأنا واقف على المسرح ,وبموت في كلمه الله لما تطلع من الناس ) . إنسان لا يتمنى في حياته سوا أن يعرف العالم خبر مماته حينما يخرج أخر نفس ...أطال الله في عمره .. حلمه هذا ليس بالبسيط ولكن مجهوده الجبار والفعّال يؤكد انه يريد هذا بقوه .هذا المواطن المصري الراشد الذي يعبر عن الوطن بكلمات بسيطة ومن رؤيته ومنبعه الخاص , اعترف بأن مشاعري توهجت ودمعت عيناي حينما سمعت قصيده (رسالة إلى البحر )لان إحساسه الصادق يعكس قلب شخص مر بالتجربة ليعبر هذا القفص الصدّري مخترقا القلب .
حركاته الانفعالية ورسوم الوجه الطبيعية والطبقة الاصيله التي يتحدّث من داخلها تؤكد أن هذا الشاعر يستحق أكثر وأكثر .
قصيده (جحا( التي تصف الكثير لتكسر الحدود وتقول ها أنا هشام الجخ أتكلم فاستمعي أيتها الأم التي لم تعد حنون ماذا فعلتي بابنك الذي ظل يحبك ,وها هنا نحن مستمعيك ومشاهديك نحييك حتى الموت ولكن هناك أشياء داخلنا أعمق بكثير من التحية وتتوالى قصائد (الهويس)لتكون البذرة التي زرعها هذا الشاعر عميق الفكر والإحساس صادق الكلمات .

وكلمتي الشخصية إليك الآن هي  :أن كلماتك التي تخاطب المشاعر والعقل والقلب في الوقت ذاته نحتاج إليها الآن معشر شباب مصر لكي تتفتح عقلنا ونستفيق من هذه الغيبوبة التي تسيطر على مجرى حياتنا اليومية فإصلاح الوطن لن يأتي إلا من خلال إصلاح الذات فلو استطعت ولو حتى بالقليل سيكون هذا من أروع ما نحييك عليه ,فأنت من الشباب وأقرب إلينا ..لأننا جميعا عماد هذه الأمة التي نأمل أن تسترد كرامتها من جديد . 


بقلم :غاده الكناني

Do Juliette


الاثنين، 2 أغسطس 2010

كنيسه مار جرجس الروماني




يومان لم ترا عيني فيهم لحظه من الغفله أو النوم سبقتهم عدة أيام على هذا الوضع المرهق للجسد والأعصاب
دقت الساعه السادسه فأرى  أبي أمامي قد استيقظ من نومه الذي لم يكمل الأربع ساعات,أتعجب منه وأسأله اليوم الجمعه فلما إستيقظت بهذه السرعه فهل تشكو من شئ ما ,يضمني بين ذراعيه ويبتسم "إنني ذاهب مع صديقي الذي سيؤدي صلاه الجمعه بالكنسيه ونتسامر سويا ثم أذهب لصلاه الجمعه,وكان يريدني ان أرتدي ملابسي لأذهب معه,ذهبت مسرعه لأحضر ملابسي ,هذه ام هذه و بعد حيرتي نظرت في الساعه وإذ بها تدّق  السابعه تذكرت موعد حلقه صباح الخير وان هنالك صديق سيتحدث عن كتابه ,ترجيت أبي  الانتظار قليلا  كي أشاهد الحلقه ,فوافق بكل ترحيب وجلس بجانبي نشاهد الحلقه وننتقد ونؤيد بعض ما يقوله هذا الكاتب الشاب ,إنتهت الحلقه وحان موعد الإنطلاق ,ركبنا السياره وجلست بجانب أخي الذي سيذهب معنا إذ استيقظ مبكرا هو الأخر ,انطلقنا في وسط البلد لنقابل صديق أبي الذي شوقنا بحديثه طوال مده لقائنا ,وإذ بنا نتساءل عن موقع  الكنيسه إذ أنه كان يذهب دون سياره ومن إتجاه معاكس لإتجاهنا ,حتى وصلنا وكانت هذه هي بدايه الرحله الحقيقيه ,إذ بدأت اطرح الاسئله العديده على صديق والدي عن المسيحيه وتاريخ الكنيسه ولما سميت بهذا الإسم وما سبب حبه لهذه الكنيسه التي تبعد كثيرا عن مدينتنا وزادني معلومات.. حيث ان إسم الكنيسه هي" مار جرجس الروماني"  واتمنى ان تكون كتابتي للإسم صحيحه اذ انها تنطق "ماري " وتكتب "مار " ,كان هذا الشهيد هو أحد الأبطال والصابرين على بلاء وطيش .حيث أجبر على تغيير ديانته ولكنه قاوم ورفض ,لم يكن صديق أبي ملم بكل الاحداث بل انه كان يتكلم عن القشور الخارجيه للإجابات التي تمنيت الوصول إليها,سألته عن الحجاب الذي إنتشر داخل الكنيسه فكانت كل الفتيات يرتدين الحجاب  ,فأجاب بأن الحجاب فرض وقت الصلاه ,وأضاف ان الكنيسه الكبيره لا تحتاج الى خلع الحذاء عند الدخول ولكن الصغيره في الحقيقه هيكل فقط فيجب خلع الحذاء لأداء الصلاه كالمسجد تماما,انتهت الصلاة ولم تنتهي اسألتي فسألته لماذا تقبلون يد الاب ,فقال لم اكن اعرف هذا السبب الا من مدّه قصيره ,فنحن نقبل يدّ والدنا الذي منحنا الحياة فكيف لا نقبل يد من وهبنا صفاء الروح والارتباط بالرب ,وسألته الكثير من الاسئله التي لم يكن يعرف اجابتها ,او امتنع" الله أعلم" ,انتهى الاب من الصلاه فذهب في مكان وتهافت عليه الناس ,فسألته ماذا يحدث فقال انهم يذهبون ليأخدوا منه البركه ويتمنوا عليه ان يصلي من اجلهم ويدّعوا لهم ,ورأيتهم يإأخذون شئ غريب يطلقون عليه" الزيت "فعلمت بأنه شئ من البركه حتى لقاء اخر واهداهم المسابح المحلاه بالصليب اذ انهم قادمون من الاسكندريه خصيصا للقاءه
تحدثوا معه لساعات وصلى لهم واعطاهم البركه وخرج الجميع في احساس كبير من الطهر وصفاء الروح والانطلاق في الحياة ونسيان ما ارتكبته النفس من خطايا ,كان ينتظر صديق ابي الاب" بولس "كي يتحدث اليه ,دخلنا سويا الى الهيكل وابتسم في وجهي هذا الاب الملئ بالعقل والحكمه من كثره التجارب التي مرت  به والتي قصها عليها اخوانه واخواته في الدين وقت الاعتراف ,بدأ يتحدث الي صديق والدي وينصحه بالكثير من النصائح العقلانيه الواعيه ,احترمت هذا الشخص كثيرا ,اذ انه يتكلم بهدوء وبعمق ,تبكي امامه احتراما لمعرفته والمامه بدينه ,كشيخ مسجد متمرس او قارئ جليل او شيخ ازهري تأخذ منه الكلام عن ظهر قلب وبمنتهى الثقه والارتياح
رحبوا بنا الاخوه المسيحيين في مكان عبادتهم ورحب بنا اباهم الروحي ,وانتهت  رحلتي ولم ينتهي حبل افكاري ,فوحدّتنا معا لم تكن من قبيل الصدفه او الادعاء ,انها حقيقه اننا متحابون في الله نعشق وجودنا معا فالهلال مع الصليب هو رمز لثورتنا ولعدالتنا ولامتنا ,لا فضل لمسيحي على مسلم ولا لمسلم على مسيحي هذه ارضنا سويا ,نزرعها من اجلنا جميعا ونتشارك المعيشه في السراء والضراء  
لا تطالب جاهل بمعرفه هذه العلاقه الابديه لانه لن يصل له هذا الاحساس القوي بالتوحد والحب المتبادل ,فنحن جميعا نوحدّ الله ونعشق الحق والعداله ونبغض الظلم والاحتقار والعبوديه والاذلال فكيف نكون الا متحابين على ارض مصر العظيمه 

اعادك الله الينا امتنا بالتوحدّ وعجل الله بفضله حريتك وازال هذا الكره والظلم والاذلال من وطننا الحبيب 

فمصر هي أم الدنيا فلا تغار لأنها الحقيقة ...