الاثنين، 2 أغسطس 2010

كنيسه مار جرجس الروماني




يومان لم ترا عيني فيهم لحظه من الغفله أو النوم سبقتهم عدة أيام على هذا الوضع المرهق للجسد والأعصاب
دقت الساعه السادسه فأرى  أبي أمامي قد استيقظ من نومه الذي لم يكمل الأربع ساعات,أتعجب منه وأسأله اليوم الجمعه فلما إستيقظت بهذه السرعه فهل تشكو من شئ ما ,يضمني بين ذراعيه ويبتسم "إنني ذاهب مع صديقي الذي سيؤدي صلاه الجمعه بالكنسيه ونتسامر سويا ثم أذهب لصلاه الجمعه,وكان يريدني ان أرتدي ملابسي لأذهب معه,ذهبت مسرعه لأحضر ملابسي ,هذه ام هذه و بعد حيرتي نظرت في الساعه وإذ بها تدّق  السابعه تذكرت موعد حلقه صباح الخير وان هنالك صديق سيتحدث عن كتابه ,ترجيت أبي  الانتظار قليلا  كي أشاهد الحلقه ,فوافق بكل ترحيب وجلس بجانبي نشاهد الحلقه وننتقد ونؤيد بعض ما يقوله هذا الكاتب الشاب ,إنتهت الحلقه وحان موعد الإنطلاق ,ركبنا السياره وجلست بجانب أخي الذي سيذهب معنا إذ استيقظ مبكرا هو الأخر ,انطلقنا في وسط البلد لنقابل صديق أبي الذي شوقنا بحديثه طوال مده لقائنا ,وإذ بنا نتساءل عن موقع  الكنيسه إذ أنه كان يذهب دون سياره ومن إتجاه معاكس لإتجاهنا ,حتى وصلنا وكانت هذه هي بدايه الرحله الحقيقيه ,إذ بدأت اطرح الاسئله العديده على صديق والدي عن المسيحيه وتاريخ الكنيسه ولما سميت بهذا الإسم وما سبب حبه لهذه الكنيسه التي تبعد كثيرا عن مدينتنا وزادني معلومات.. حيث ان إسم الكنيسه هي" مار جرجس الروماني"  واتمنى ان تكون كتابتي للإسم صحيحه اذ انها تنطق "ماري " وتكتب "مار " ,كان هذا الشهيد هو أحد الأبطال والصابرين على بلاء وطيش .حيث أجبر على تغيير ديانته ولكنه قاوم ورفض ,لم يكن صديق أبي ملم بكل الاحداث بل انه كان يتكلم عن القشور الخارجيه للإجابات التي تمنيت الوصول إليها,سألته عن الحجاب الذي إنتشر داخل الكنيسه فكانت كل الفتيات يرتدين الحجاب  ,فأجاب بأن الحجاب فرض وقت الصلاه ,وأضاف ان الكنيسه الكبيره لا تحتاج الى خلع الحذاء عند الدخول ولكن الصغيره في الحقيقه هيكل فقط فيجب خلع الحذاء لأداء الصلاه كالمسجد تماما,انتهت الصلاة ولم تنتهي اسألتي فسألته لماذا تقبلون يد الاب ,فقال لم اكن اعرف هذا السبب الا من مدّه قصيره ,فنحن نقبل يدّ والدنا الذي منحنا الحياة فكيف لا نقبل يد من وهبنا صفاء الروح والارتباط بالرب ,وسألته الكثير من الاسئله التي لم يكن يعرف اجابتها ,او امتنع" الله أعلم" ,انتهى الاب من الصلاه فذهب في مكان وتهافت عليه الناس ,فسألته ماذا يحدث فقال انهم يذهبون ليأخدوا منه البركه ويتمنوا عليه ان يصلي من اجلهم ويدّعوا لهم ,ورأيتهم يإأخذون شئ غريب يطلقون عليه" الزيت "فعلمت بأنه شئ من البركه حتى لقاء اخر واهداهم المسابح المحلاه بالصليب اذ انهم قادمون من الاسكندريه خصيصا للقاءه
تحدثوا معه لساعات وصلى لهم واعطاهم البركه وخرج الجميع في احساس كبير من الطهر وصفاء الروح والانطلاق في الحياة ونسيان ما ارتكبته النفس من خطايا ,كان ينتظر صديق ابي الاب" بولس "كي يتحدث اليه ,دخلنا سويا الى الهيكل وابتسم في وجهي هذا الاب الملئ بالعقل والحكمه من كثره التجارب التي مرت  به والتي قصها عليها اخوانه واخواته في الدين وقت الاعتراف ,بدأ يتحدث الي صديق والدي وينصحه بالكثير من النصائح العقلانيه الواعيه ,احترمت هذا الشخص كثيرا ,اذ انه يتكلم بهدوء وبعمق ,تبكي امامه احتراما لمعرفته والمامه بدينه ,كشيخ مسجد متمرس او قارئ جليل او شيخ ازهري تأخذ منه الكلام عن ظهر قلب وبمنتهى الثقه والارتياح
رحبوا بنا الاخوه المسيحيين في مكان عبادتهم ورحب بنا اباهم الروحي ,وانتهت  رحلتي ولم ينتهي حبل افكاري ,فوحدّتنا معا لم تكن من قبيل الصدفه او الادعاء ,انها حقيقه اننا متحابون في الله نعشق وجودنا معا فالهلال مع الصليب هو رمز لثورتنا ولعدالتنا ولامتنا ,لا فضل لمسيحي على مسلم ولا لمسلم على مسيحي هذه ارضنا سويا ,نزرعها من اجلنا جميعا ونتشارك المعيشه في السراء والضراء  
لا تطالب جاهل بمعرفه هذه العلاقه الابديه لانه لن يصل له هذا الاحساس القوي بالتوحد والحب المتبادل ,فنحن جميعا نوحدّ الله ونعشق الحق والعداله ونبغض الظلم والاحتقار والعبوديه والاذلال فكيف نكون الا متحابين على ارض مصر العظيمه 

اعادك الله الينا امتنا بالتوحدّ وعجل الله بفضله حريتك وازال هذا الكره والظلم والاذلال من وطننا الحبيب 

فمصر هي أم الدنيا فلا تغار لأنها الحقيقة ...


0 التعليقات: